
مراسل سوري – خاص
يتسائل الكثيرون ويكثر الحديث عن مسألة تشييع دمشق، فعلى الرغم من الأحاديث المبالغ فيها إلا أن أهل دمشق وريفها يبدون خشية كبيرة من تأخر تحرير هذه الأحياء، ومن تقاعس الفصائل عن دعمها ومساندتها لها كما حصل في مدينة داريا كونها سوف تكون ذريعة لتزايد أعداد المقاتلين وبالتالي ما قد يكون في المستقبل بادرة لتوطين أعداد من المرتزقة الشيعة في هذه الأحياء.
وفي حقيقة الأمر لم تعد زيارة المقامات والسياحة الدينية للشيعة في دمشق وفي سوريا عموماً كما كانت عليه قبل انطلاق الثورة السورية كما يظن البعض، حيث اقتربت ظاهرة تنظيم المجموعات السياحية من الانعدام خلال هذه السنوات، إلا أنه بالمقابل حل محلها زيارة لمقاتلين من الميليشيات التي جندتها ودرَّبتها كل من الحكومتين الإيرانية والعراقية لمساندة حليفهم بشار الأسد للبقاء على رأس السلطة في سوريا، في حين لا يخلو الأمر من زيارات لأسر أو أفراد أو شخصيات قيادية في الحرس الثوري الإيراني أو غيرها من الميليشيات، والتي تقصد هذه المقامات والمقدسات كالجامع الأموي والتي تمارس طقوسها الدينية فيها.
ولعل أهم المقامات التي كانت تقصدها تلك المجموعات في دمشق وريفها هي المقام المزعوم “للسيدة سكينة” والذي يقع في مدينة داريا، ومقام “السيدة زينب” في حي السيدة زينب بالقرب من مدينة دمشق، إضافة إلى مقام “السيدة رقيّة” الذي يقع في دمشق القديمة والذي تفصله مسافة قصيرة عن حي الأمين الذي تقطنه الغالبية الشيعية.
أما عن الأحياء التي يقطنها غالبية شيعية في دمشق وريفها فهي محصورة في كل من حي السيدة زينب، وحي الأمين في دمشق القديمة وحي زين العابدين، أما بالنسبة لمقام السيدة سكينة المزعوم والذي يقع في مدينة داريا المدمرة فليس هناك وجود لسكان من الشيعة ينحدرون من أصل المدينة.
وبالعودة إلى أصول هذه المقامات فإن غالبية هذه المقامات لم تُثبت الدراسات التاريخية وجود أضرحة فيها، وقد تجد ذات المقام في أكثر من مدينة عربية فهناك مقام للسيدة زينب في القاهرة وآخر في بغداد وآخر في دمشق وكذلك مقام السيدة رقية الذي تجد له مقاماً في كل من القاهرة ودمشق.

وبنيت هذه المقامات بعد دخول أهل البيت لهذه المدن تكريماً لهم كما بنيت المساجد والمقدسات الأخرى، وفي عهد الأسد الأب تم الاهتمام بهذه المقامات وسمح بتوسيعها وبناء مساجد لها على نفقة المستشارية الإيرانية من أجل تنشيط السياحة الدينية والحصول على عائدات بجلب السياح الشيعة القادمين من إيران وأفغانستان وغيرها.